سلام المسيح معكم ومرحبا بكم فى مدونة الحب الإلهى وهى تحتوى على موضوعات شبابية ولاهوتيه وعقائدية وطقسية وروحية وتهتم ايضا بالخدمات الكنسية وموضوعات أخرى كثيرة

الأحد، 17 يناير 2010

صفحة أجراس الأحد

يقدمها : سامح محروس
د.محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ل " الجمهورية" :
العدوان علي البشر .. مُحرم شرعاً
المخطيء يجب أن ينال حسابه .. بصرف النظر عن الدين
العلاقة بين المسلمين والأقباط تقوم علي الاخوة الإنسانية والتعاون علي البر والتقوي
سامح محروس
أعرب فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر عن استيائه الشديد من الحادث المأساوي الذي شهدته مدينة نجع حمادي. واعتبر ان الحادث لا يمكن ان يعبر عن طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط كمواطنين يجمعهم وطن واحد.. ويعيشون في محبة وسلام ووئام..
وقال الإمام الأكبر في تصريحات خاصة ل"الجمهورية": ان العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر تقوم علي الاخوة الانسانية.. وعلي التعاون علي البر والتقوي.. لا علي الإثم والعدوان.
.. وأضاف قائلا:..ونحن دائماً نقول بأن كل من يحمل الجنسية المصرية يتساوي في الحقوق والواجبات مع غيره.. المسلم إذا أحسن يكافأ علي إحسانه.. والمسيحي إذا أحسن يكافأ علي إحسانه.. والمسلم إذا اخطأ يحاسب علي خطئه.. والمسيحي إذا اخطأ يحاسب علي خطئه.. فهناك مساواة تامة بين المسلم والمسيحي لأننا كلنا نعيش في مصر.. وكل خير يأتي إلي مصر يأتي للمسلمين والمسيحيين.
وجدد الإمام الأكبر رفضه الشديد العدوان علي الآمنين مشيرا إلي ان البشر جميعهم جاءوا من أب واحد وأم واحدة.
وأكد أهمية ان يسود الاحترام المتبادل والفهم الصحيح للأديان.. لأن الاختلاف في العقائد لا يمنع التعاون أبداً.. وتلك هي الرسالة الحقيقية للأديان السماوية.. لأن العدوان علي البشر مُحرم شرعاً.
"الجمهورية" .. داخل منازل أسر الشهداء في نجع حمادي :
الحزن .. لم يفرق بين مسلم ومسيحي
أهالي الضحايا : المجرمون لا علاقة لهم بأي دين .. حرمونا من فلذات أكبادنا .. واغتالوا الفرحة في حياتنا إلي الأبد
مطلوب سرعة القصاص .. وإعدام الجناة والمحرضين في ميدان عام !
نجع حمادي- عبدالحكيم الأمير
10 أيام مرت علي جريمة نجع حمادي الإرهابية البشعة.. ولم تجف بعد دموع أسر الشهداء الذين لقوا مصرعهم برصاص الغدر والإرهاب.. عشية عيد الميلاد المجيد.. حيث لم يفرق الحزن بين مسلم ومسيحي.
لايزال الحزن يخيم علي منازل الضحايا.. ولاتزال أصوات الصراخ والعويل والبكاء ترتفع.. ولاتزال القلوب يعتصرها الألم والعيون تذرف الدموع أنهاراً.
لايزال أهالي الضحايا غير مصدقين من هول الصدمة وبشاعة الجريمة التي حولت - وفي لحظة - فرحة العيد إلي مأتم.
"الجمهورية" زارت منازل الضحايا.. بمجرد دخولنا منزل الشهيد بولا عاطف يسي تعالت أصوات البكاء من والدته والسيدات اللاتي جئن للوقوف إلي جوار الأسرة في محنتها القاسية.. بادرنا والده الموظف بالشباب والرياضة بقوله: لا أصدق ما حدث ولن أصدقه فكيف يضيع ابني الوحيد وفي غمضة عين وفي ليلة العيد وبهذه الطريقة البشعة وعلي يد مجرم يدعي انه مسلم.. لا وألف لا.. إنه ليس بمسلم ولا دين له.. نعم أقولها وأنا حزين ويعتصر قلبي حزنا وألما فالمسلمون جميعهم أصدقائي وأحبابي وتربطني بهم علاقة محبة ومودة وأتذكر انني كنت أذاكر دروسي معهم في أحد المساجد بمنطقة الساحل.
ويضيف: لقد رضيت بقضاء الله واعتبرت فلذة كبدي شهيدا.. ولكني لا أعرف كيف اتصرف مع والدته التي لا تكف عن البكاء والعويل فقد كانت لا تتحمل فراقه خمسة أيام في الأسبوع وتصر علي حضوره نهاية كل أسبوع من كليته بجامعة سوهاج حيث يدرس الحاسب الآلي فكيف ستصبر علي فراقه بقية عمرها؟
يتوقف الأب المكلوم عن الكلام عندما تنهمر الدموع من عينيه بغزارة ويعلو صوته بالبكاء فيرتفع صراخ وعويل السيدات بالمنزل.. لكنه يعود ويستكمل حديثه قائلا: لم يعد للحياة طعم فقد ودع بولا منزلنا وودعنا مشاعر الفرح معه إلي الأبد.
*ويقول عادل يسي "عم بولا": إنه كان زهرة شباب العائلة.. مطيع ومحبوب من الجميع.. أصدقاؤه يبكونه ليل نهار.. وكان حريصا علي زيارتي عند حضوره إلي نجع حمادي أسبوعيا من الكلية بسوهاج.
ويضيف قائلا: ان الحادث لا يمكن ان يكون قد وقع عفويا أو بالصدفة بل انه جريمة مخططة ومدبرة لإفساد علاقة المسلمين بالمسيحيين بالمدينة التي كانت مضرب الأمثال بوحدتها.
وقال: لقد اغتال المجرمون ابن شقيقي الوحيد برصاصات غادرة دون أي ذنب اقترفناه فقد كنا عائدين من أداء الصلاة بالكنيسة وفي طريقنا للمنزل للاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد الجديد وفوجئنا بسيارة ملاكي تطلق علينا النيران وبصورة عشوائية ليسقط مضرجا في دمائه ويلفظ أنفاسه الأخيرة بين يدي.
ويضيف: لقد اغتالوا ابن شقيقي واغتالوا معه فرحته وحلمه حيث كان ينوي اعلان خطوبته علي احدي قريباتنا عقب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد مشيرا إلي ان رصاصات الغدر فرقت بينهما إلي الأبد وتريد أن تفرق بين أبناء الوطن الواحد لكنهم لن ينجحوا.
احتفال مشترك
*وبجوار كنيسة مار يوحنا تقطن أسرة الشهيد رفيق رفعت وليم حيث لاتزال زوجته الشابة في حالة نفسية سيئة وتعجز عن الرد علي طفلتيه مادونا ومريم عندما ترددان.. متي يعود بابا علشان نروح نتفسح في العيد.
ويقول ريمون شقيق الشهيد: إن معظم أصدقاء أخي من المسلمين وسائق سيارته الأجرة التي يمتلكها يقودها مسلم وفي عيد الميلاد يحتفل معنا أصدقاؤنا المسلمون.. وفي عيد الأضحي والفطر نحتفل معهم.. لا فرق بين مسلم ومسيحي.. لأننا جميعا إخوة وأحباب ولن يؤثر فينا هذا الحادث المؤلم.
ويضيف: إن شقيقه كان طوال الأيام الأخيرة وعلي غير عادته يتحدث عن الموت وخوفه علي طفلتيه ومستقبلهما وكأنه كان يشعر بمصيره المحتوم.
*والصورة في منزل الشهيد أيمن حامد هاشم لا تختلف عن الصورة بمنازل الشهداء الآخرين حيث يخيم الحزن والصمت والسكون الذي تقطعه صرخات وبكاء من أطفاله الثلاثة وزوجته الشابة وفاء حسني والتي تحدثت الينا بصعوبة بالغة والدموع تنهمر من عينيها قائلة: لقد قتل المجرمون حبيبي وروحي وأبو أولادي الأطفال الذين أصبحت عاجزة عن الرد عليهم من تكرار سؤالهم: فين بابا يا ماما هو اتأخر كده ليه؟
وتستطرد والدموع تنهمر من عينيها: ان المجرمين يدعون انهم مسلمون دول مش مسلمين ولا مسيحيين ولا حتي يهود.. دول كفرة.. طول عمرنا نعيش مع إخوتنا المسيحيين بكل الحب والمودة ولم يحدث منهم أي شيء يسيء إلينا.. وسنظل كذلك رغم أنف الموتورين والحاقدين وحسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. في المجرمين القتلة.
ويقول شقيقه الأصغر وليد: إن الشهيد كان محبوبا من الجميع مسلمين ومسيحيين ولا أتذكر يوما انه تأخر عن الاستجابة لخدمة أي منهم وفي أي وقت.
وأضاف: ان الشهيد كان فخورا بعمله بالشرطة وناشد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية بمنحه معاشاً استثنائيا بعد أن علمنا ان معاشه لن يتعدي 250 جنيها وهو مبلغ ضئيل لا يكفي أسرته المكونة من 4 أفراد ليس لهم أي مصدر رزق آخر.
صدمة عصبية
* وفي منزل الشهيد بيشوي فريد لايزال والده عم فريد الموظف البسيط طريح فراش المرض بعد اصابته بصدمة عصبية حادة عقب مشاهدته لابنه الوحيد غارقا وسط بركة من الدماء ليلة الاحتفال بعيد الميلاد ورغم حالته النفسية السيئة بادرنا عم فريد بقوله: لقد لحق بيشوي بعمه مع الشهداء فمنذ 13 عاما وبالتحديد عام 1997 اغتالت يد الإرهابيين 9 مسيحيين و8 مسلمين بقرية بهجورة وكان من بينهم شقيقي.. عم بيشوي.. مؤكدا انه كان يتوقع حدوث جريمة عقب أحداث فرشوط لذلك طلبت من ابني ان يصلي في كنيسة العذراءالقريبة منا إلا انه أصر علي الصلاة بكنيسة مار يوحنا والتي يصلي بها الأنبا كيرلس وأقنعني بأن الأمور هادئة ولا يمكن لأحد أن يفكر في ارتكاب جريمة ليلة عيد الميلاد.
ثم يتوقف قليلا ويواصل حديثه قائلاً: قبل منتصف الليل بدقائق جاءني تليفون يخبرني بأن هناك اطلاق نار في شارع حسني مبارك وان بيشوي مصاب بطلق ناري فانطلقت إلي الشارع لافاجأ بأن بيشوي غارق في دمائه وقد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل نقله إلي المستشفي.
وطالب بالقصاص العادل والسريع من المجرمين وإعدامهم بميدان عام وقبل هذا يجب أن يتم الكشف عن المحرضين فلا يمكن ان يفعل هذا المجرم ذلك دون تحريض من آخرين.
أما كمال عاطف والد الشهيد أبانوب والذي لم يتوقف طوال لقائنا عن ترديد "حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل".. فقال: لقد قتلوا ابني ولن أنسي هذا المنظر الرهيب.. لن أنسي ان ابني لفظ أنفاسه الأخيرة بين أحضاني ولن أنسي آخر كلمة كان يقولها "الحقني يا بابا".
ويتذكر والد الشهيد لحظة وقوع الحادث عندما سمع طلقات نارية بجوار منزلهم فنزل مهرولا تجاه مكان اطلاق النيران ليفاجأ بابنه ملقي علي الأرض وغارقا في دمائه بعد أن اصابته رصاصات الغدر.. احتضنته بشدة فألقي بجسده النحيل علي صدري وهو يردد: "الحقني يا بابا.. الحقني يا بابا".
في احتفالية "مصر بخير .. المواطنة والتدين الإسلامي والقبطي" :
الوزراء والمحافظون .. يكشفون أسراراً في علاقاتهم بالأقباط
د.أحمد زكي بدر : تأثرت كثيراً بالأبلة عزيزة جرجس بالمنيا
عائشة عبدالهادي : أشعر ببركات العذراء مريم في حياتي .. وأوصي أصدقائي بإضاءة شمعة أمام صورتها
د.مفيد شهاب : لو كانت هناك عقوبة أشد من الإعدام .. لطالبت بتوقيعها علي الجناة في نجع حمادي
د.عبدالعظيم وزير : قبطي أنقذ مصطفي النحاس من الاغتيال
هاني عزيز : إخوتنا المسلمون تأثروا أيضاً بالجريمة البشعة
العلاقة بين أبناء الأمة الواحدة ليست في حاجة إلي شعارات وعبارات انشائية.. إنما هي واقع معاش يلمسه كل من يعيش علي أرض هذا الوطن.. مهما حاول بعض المتطرفين اظهار الأمور علي غير ذلك.
مساء الأحد الماضي نظمت جمعية محبي مصر السلام احتفالية كبري تحت عنوان "مصر بخير.. المواطنة في مصر والتدين الإسلامي القبطي".
لم يكن اللقاء مجرد "مكلمة" لتهدئة الخواطر بعد الحادث المؤلم الذي شهدته مدينة نجع حمادي.. ولم يقف فقط عند حدود كلمات المجاملة المتبادلة التي لا تقدم ولا تؤخر.. بل تجاوز أكثر من ذلك إلي رصد تجارب حقيقية وواقعية من الحياة ما أحوجنا اليوم إلي الرجوع إليها والتمسك بها.
* الدكتور أحمد زكي بدر - وزير التعليم - كشف عن الدور الذي قامت به سيدة مسيحية في حياته وتحدث عن حكاية "الأبلة عزيزة جرجس" بالمنيا.
ويقول: عشت في المنيا خلال الفترة من 1959 إلي ..1965 وكانت معلمتي بالمدرسة هي الأبلة عزيزة جرجس.. التي ارتبطت أسرتنا بعلاقة قوية جدا معها وكانت بالنسبة لي بمثابة الأم.. وبلغ من اعتزازها بنا ان قامت بتسمية ابنتها علي اسم السيدة والدتي.. واذكر انه عندما عدت إلي المنيا سنة 1980 مع عودة والدي للخدمة بها.. ان زرت الأبلة عزيزة جرجس.. واكتشفت انها كانت تحتفظ بالكراسات الخاصة بي منذ ان كنت طالبا.. بالاضافة إلي الخطابات والتهاني التي أرسلتها لها علي مدي ال15 عاما التي مضت بعد عام .1965
ويضيف الدكتور أحمد زكي بدر: كنت أفضل أنا وشقيقي ان نمكث عند الأبلة عزيزة جرجس في كل مرة نتواجد فيها بالمنيا.. وكنا نحرص علي حضور احتفالات السيدة العذراء مريم في سمالوط.
* أما عائشة عبدالهادي - وزير القوي العاملة - فأوضحت انها تطلب من كل أصدقائها المسيحيين عندما يذهبون إلي الكنيسة ان يضيئوا لها شمعة هناك. وقالت: أشعر ببركة السيدة العذراء مريم في حياتي.. وقد أكرمها الله.. وهي سيدتنا كلنا.. والمرأة الوحيدة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم.
* الدكتور مفيد شهاب - وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية - وصف ما حدث بأنه عملية خسيسة غادرة قام بها مجرمون لا يمكن ان يكونوا منتمين لهذا الوطن حتي ولو كانوا يحملون جنسيته.
وقال الدكتور مفيد شهاب: هذه العناصر لا يجب ان تعيش بيننا.. ولو كانت هناك عقوبة أشد من الإعدام لطالبت بتوقيعها عليهم.
.. وأضاف: المواطنة ليست اختراعاً جديداً.. بل هي متأصلة فينا دونما نص في الدستور.. وهي تعني ان كل من يعيش علي هذه الأرض وينتمي اليها من حقه ان يتساوي في الحقوق مع غيره..
* أما الدكتور عبدالعظيم وزير - محافظ القاهرة - فقد ذكر خلال اللقاء واقعتين من التاريخ لهما دلالة كبيرة.. الأولي: وهي الاعتداء علي مصطفي النحاس باشا بالمنصورة.. حيث ان الذي تلقي الطعنة بدلا منه مواطن مسيحي.
والثانية: عندما قام سعد زغلول باشا بتشكيل الوزارة.. فاعترض الملك فؤاد علي وجود عدد كبير من الوزراء المسيحيين بها.. وهنا رد عليه زعيم الأمة بقوله: إن رصاص الانجليز لم يكن يفرق بين مسلم ومسيحي.. ولم يكن يستثني الأقباط أو يصيبهم بنسبة وتناسب من عدد السكان.. وهنا نزل الملك علي رغبة سعد باشا ووافق علي تشكيل الحكومة كما اقترحه..
* المستشار عدلي حسين - محافظ القليوبية - دعا إلي التكاتف من أجل القضاء علي مقاصد الحاقدين.. مشيرا إلي ان مصر تعد أكبر دولة بالمنطقة.. وهناك من يسعون إلي تقليص دورها الريادي.
* ومن جانبه أكد هاني عزيز - أمين عام الجمعية - ان احتفالية 7 يناير عيد لكل المصريين تأتي بعد القرار التاريخي الذي أصدره الرئيس حسني مبارك .. ومنذ ذلك الحين تعودنا علي اقامة هذه الاحتفالية كل عام.. ولكن مع الأحداث التي احزنتنا جميعا وهو حادث نجع حمادي الذي تأثر به إخوتنا المسلمون أيضا قررنا ان نعقد هذه الاحتفالية تحت عنوان "المواطنة في الدين الإسلامي والمسيحي".. وكيفية تفعيل هذا المفهوم وتحويله إلي ممارسة حياتية علي أرض الواقع.
لك المجد في ميلادك
د.لويز لبيب شحاتة
زميل أكاديمية ناصر
يا من ولدت في أبسط أنحاء الأرض وأنت جالس في العرش السماوي.
يا شمس البر الذي أشرق علينا لتنشلنا من ظلمة هذا العالم.
يا من أخذت شكل العبد لكي تعطينا الحرية وتفك أغلال وقيود الشر.
يا من أنشد لمولدك قوات السماء وسجد لك ملوك الأرض.
يا من تنازلت لتحمل أوجاعنا وتفتقد ضعفاتنا وتشبع حاجاتنا وتكمل نقائصنا.
يا من صرت انسانا مثلنا وشابهتنا في كل شيء ما خلا الخطيئة وحدها.
يا من باركت طبيعتي فيك واكملت ناموسك عني وأريتني القيام من سقطتي.
يا من أتيت لتقدم لنا نموذجا حيا في السلوك اليومي للإنسان.
يا من اتيت لتعيد الأمور إلي نصابها وتصحح مفاهيم الشرير الخاطئة وترد ادم وبنيه إلي الفردوس.
يا من ولدت لتعالج كبرياء البشرية والذاتية والانوه وتعيد البساطة والاتضاع وتنشر السلام والسرور والمحبة.
الكنيسة الوطنية
نابليون .. والاحتلال علي الطريقة الفرنسية
شريف نبيه
Sherif 30361@hotmail.com
لم يفرق مسيحيو مصر بين مستعمر وآخر.. لدينه أو لونه أو عرقه.. ولم يرحبوا بالزحف الفرنسي بقيادة نابليون الذي فتح مصر في 25 يوليو 1798 بعد معركة دامية.. شارك فيها المسيحيون إخوانهم المسلمين.. بالروح والدم في الذود عن تراب مصر الغالية.. ورغم ذلك.. ساور بعض العامة الشك في الاقباط فبدأوا يبحثون عن الأسلحة في كنائسهم ومنازلهم لكن الأمراء آنذاك منعوهم من الفتك بالقبط أوتخريب كنائسهم.. يذكر جيمس الدريدج المؤرخ الفرنسي انه حالما رأي المصريون الجيش الفرنسي رموا بأنفسهم عليه في عنف في معركة حامية الوطيس سالت فيها دماء غزيرة من الجانبين انتهت بهرب المماليك - نتيجة النيران الغزيرة للفرنسيين - وتفوقهم عليهم في السلاح. مما دعا مراد بك للهروب من قصره "في الجيزة" بعد أن جمع كل ثروته خلال 15 دقيقة وهرب إلي الصعيد بعد أن أمر عساكره بحرق المخازن العسكرية والبارود والمراكب الحربية الراسية في النيل عند الجيزة.. دخل نابليون القاهرة واستولي علي قصر فخم بناه محمد بك الألفي ولم يسكن فيه بعد.. كانت تحيط به حديقة مترامية الأطراف.. "أصبح مكانه اليوم فندق شبرد" وفي هذا الموقع بدأ الاحتلال الفرنسي.. ومنه انتهي تماما بحريق فندق شبرد عام ..1952 بعد أيام الضنك والعذاب والفقر.. وجد الناس الجنود الفرنسيين يطوفون الشوارع وهم عزل من السلاح وكانوا يتضاحكون مع الشعب ويدفعون فيما يشترونه مبالغ باهظة.. وبدأت الطمأنينة تزحف إلي القلوب بعد أن راجت بضائعهم وانفتحت متاجرهم وعلموا الناس الأكل بالشوكة والسكين والملعقة وأضفوا جوا من المرح علي الحياة.. هكذا استمالوا المصريين وفتحوا أمامهم باب الأمل في اعتلاء أعلي المناصب وأبدوا تقديرا خاصا للعلماء والعقلاء والفضلاء من بين أفراد الشعب.. وخلال الأسابيع الأولي من دخوله القاهرة أنشأ نابليون "المعهد العلمي المصري" الذي ضم مائة عالم استحضرهم معه لكي ينشروا العلم.. في البداية ظن الأقباط ان الفرنسيين أفضل من المماليك.. لكن زعمهم لم يلبث ان تبدد بعد ان تملق نابليون مشايخ المسلمين وأبدي عداءه للمسيحيين من أبناء مصر.
رسائل الأحد
دول نصاري ومسلمين
جمال عزيز ضاحي محمد
شركة بتروجاس بالسويس
ادخلوها آمنين
مصر عيسي ومصر موسي
مصر بلد الطيبين
مصر حضن السائحين
دول نصاري ومسلمين
مصر طاهر جار لزاهر
جاد سرور دق المزاهر
شوف حمادة حبيب لماهر
يوم فرح أحمد أمين
دول نصاري ومسلمين
مصر جامع جنب منه
أي حاقد غصب عنه
جرس كنيسة محلي رنه
نقله مصر علي الجبين
دول نصاري ومسلمين
مصر عيادة جورج سامي
صاحبه أحمد حمدي رامي
جنبها مكتب محامي
لكل واحد منا دين
دول نصاري ومسلمين
مصر فن لجورج سيدهم
وسمير غانم راح في عيدهم
والريحاني كان شاددهم
كان معاه محمود ياسين
دول نصاري ومسلمين
مصر ما تعرفش فتنة
بيت شنودة جنب بيتنا
عيش النصاري جنب زيتنا
جيران مع محبة وحنين
دول نصاري ومسلمين
أعواد المشانق .. هي الحل !
المحرر
samehmahrous19@hotmail.com
لم أكن يوماً مؤيداً لمحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية. ولم أتعاطف مرة واحدة مع بعض الدعوات التي تطالب بعلنية تنفيذ أحكام الإعدام في الأماكن العامة. وأعترف بأنني لي موقف خاص من عقوبة الإعدام نفسها علي اعتبار ان الحياة هي ملك لله وحده. وهو وحده الذي يملك الحق في انهائها وانه ليس من حق مخلوق أن يصدر حكما بإنهاء حياة مخلوق مثله وربما كان موقفي هذا نابعا من قيم ليبرالية كثيرة شكلت تفكيري وسيطرت علي أفكاري ورؤيتي للأمور.
ولكني اليوم أقر واعترف بأن هناك من البشر من لا يستحق أبدا أن يحمل وصف إنسان. وان هذه النوعية من الحيوانات المتوحشة التي ترتدي أجسادا بشرية لا يمكن بحال أن تعامل بمثل هذه القيم الليبرالية.
لقد اهتز ضمير كل انسان حر في هذا الوطن نتيجة الجريمة الإرهابية البشعة التي شهدتها مدينة نجع حمادي ليلة عيد الميلاد.. أشخاص أبرياء لا علاقة لهم بأي خلافات أو مشاكل شاء قدرهم أن يكونوا في مرمي نيران مجموعة من الإرهابيين الذين نفذوا جريمتهم بتحريض من إرهابيين آخرين لا يقلون خطورة عنهم.. الحادث مأساوي ومرعب.. وكان من الممكن أن أكون أنا أو أنت في نفس موقف أسر هؤلاء الشهداء الذين فجعوا في أعز أحبابهم وقد اغتالت يد الإرهاب البغيض الفرحة في قلوبهم إلي الأبد.
إن ما حدث في نجع حمادي لم يكن جريمة عادية. وليس من العدل أن نبرر ذلك بأنه راجع إلي الطبيعة الحادة التي يتسم بها الصعايدة.. أبدا.. لأن من اغتيلوا لم يكونوا أبدا طرفا في أي مشاكل طائفية. كما ان الاغتيال تم بطريقة عشوائية استهدف بث الرعب والرهبة في نفوس فئة معينة من الناس وفي مكان محدد بذاته. ولم تكن هناك أي دوافع تبرر ارتكاب هذه الجريمة البشعة.. كالثأر مثلا.
عندما كشف الإرهاب عن وجهه القبيح في حقبة التسعينيات من القرن الماضي تصدت له الدولة بكل امكانياتها وأحالت الإرهابيين إلي المحاكم العسكرية التي أصدرت أحكامها الرادعة الحاسمة. واجتثت تلك العناصر الخبيثة من المجتمع.
وعندما وقع حادث الأقصر 1997 لم تتوان قيادة الدولة بأرفع مستوياتها عن محاسبة المقصرين بشدة مهما علا شأنهم وارتفع قدرهم.
وإذا كانت الدولة قد اتخذت إجراءات حاسمة لمواجهة تداعيات جريمة الأقصر التي مست صورتها أمام العالم الخارجي. فان دم المصري "المسلم والمسيحي" ليس بأقل من دم الياباني أو السويسري الذي لقي مصرعه في الدير البحري بالبر الغربي. يجب ألا يكون حرصنا كله موجها فقط لتحسين صورتنا الخارجية فقط. كما انه من الخطأ أيضا أن ينصب كل الاهتمام علي الأمن السياسي فقط. فأمن المواطن هو الركيزة الأساسية لاستقرار المجتمع. وإذا فقد المواطن الشعور بالأمان. فانه لن يتردد في توفير هذا الأمان بيده وبمعرفته الخاصة. وهذا سيكون قمة الانفلات والفوضي التي لا أتمني أبداً أن نصل إليها.
ان جريمة نجع حمادي تتجاوز في مدلولها قضية مسلم ومسيحي. فالنفس البشرية واحدة. والعدوان عليها هو اعتداء علي كل البشرية وليس هناك أكثر بلاغة مما ذكره القرآن الكريم في هذا الصدد: " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً...."
"سورة المائدة - الأية 32"
الدولة المصرية قوية. وقد ظهرت قوتها بوضوح في المواجهات التي خاضتها مع جماعات العنف والإرهاب. ولست أبالغ ان قلت ان هيبة الدولة تقف الآن في مفترق طرق وتواجه تحديا خطيرا لا بديل أمامها من اجتيازه بنجاح. واعتقد ان الحكومة بمقدورها ادراك هذا النجاح إذا توافرت الإرادة الحقيقية لذلك واتخذت إجراءات حاسمة تشفي غليل أم ثكلي وزوجة ترملت وأب مكلوم وأطفال أصبحوا أيتاما وهم لا يدركون ماذا يدور من حولهم.
سيبقي حادث نجع حمادي جرحا ينزف في قلب الوطن ما لم تتوصل التحقيقات إلي المحرض الحقيقي. وما لم يتم توسيع نطاق تلك التحقيقات لتشمل الجميع دون أي تمييز أو استبعاد لهذا أو ذاك لأي اعتبار. وأتمني أن تشمل التحقيقات بعض الشخصيات السياسية التي أثارت مشاكل معروفة لدي القاصي والداني. وأن تركز علي المشاكل الموجودة بين بعض النواب الحاليين والسابقين. وقد تكشف التحقيقات عن مفاجآت وتصفية حسابات بين بعض النواب وجهات أخري دفع ثمنها في النهاية أشخاص لا حول لهم ولا قوة.
نحن نثق في قضائنا الشامخ. ولكن الإجراءات القضائية المعتادة لن تكون مجدية في التعامل مع هذا الحادث لأننا أمام جريمة إرهابية تمس الأمن الداخلي الذي هو ركيزة الأمن القومي للبلاد. وهو ما يستوجب احالة المجرمين إلي محاكمة عسكرية عاجلة بعد تحديد هوية من يقفون وراءهم.. وأكرر انني لا استبعد ان تكشف التحقيقات عن مفاجآت خطيرة. لأن هذه البشاعة تتنافي تماما مع الفطرة الإنسانية السليمة وما يتسم به المواطن القنائي تحديدا من سماحة وطيبة قلب.
سيبقي دم هؤلاء الأبرياء يصرخ أمام الله. وستبقي أرواحهم تشكونا أمام العرش الإلهي. ما لم يحل هؤلاء الجناة القتلة ومن يقفون وراءهم إلي محاكمة عسكرية عاجلة. وما لم يتم اعدامهم جميعا في ميدان عام. وما لم ير أسر الشهداء جثث هؤلاء الإرهابيين بأم عيونهم معلقة علي "أعواد المشانق".. وفي نفس المكان الذي ارتكبوا فيه جريمتهم.. صدقوني أعواد المشانق هي الحل الوحيد.. وهي وحدها الكفيلة بإطفاء النيران الملتهبة داخل النفوس الملتاعة.