جريدة الأهالى نقلا عن منظمة أقباط الولايات المتحدة
تلقت نيابة نجع حمادي العامة 12 بلاغا من مجلس مدينة نجع حمادي وضحت حجم الخسائر الذي لحق بالمدينة وقرية «بهجورة» عقب الحادث، وقررت النيابة تقدير وحجم الخسائر الأولية بحوالي 170 ألف جنيه وتشكيل لجنة من الإدارة الهندسية لحصر باقي الخسائر، كما قررت تشكيل لجنة من وزارة الصحة لحصر الخسائر التي لحقت بمستشفي نجع حمادي العام، وقررت ايضا تكليف مباحث شرطة نجع حمادي بالقبض علي المتسببين في إحداث هذه الخسائر...
معلومات جديدة يفجرها «الكموني» في جلسات المحاكمة .. گشــــف المتورطيــــن بالتحريض بعد اقتراب حبل المشنقة من رقبة «الجناة» .
من نجع حمادي: سامي فهمي
رجحت مصادر قريبة الصلة بمذبحة نجع حمادي أن يفجر المتهم الأول محمد أحمد حسين وشهرته حمام «الكموني» مفاجآت مدوية خلال جلسات محاكمته أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ ...
أوضحت المصادر أن انجاز التحقيقات بسرعة ، وإحالة المتهمين للمحاكمات باتهامات قد تؤدي للإعدام ، ستدقع «الكموني» المتهم الرئيسي حتما لمراجعة موقفه والاعتراف بالمحرضين وراء ارتكاب الجريمة الغادرة .. إنكار «الكموني» وامتناعه خلال التحقيقات عن كشف الدوافع والأسباب الحقيقية وراء الجريمة يستند بالاساس لاقتناعه الساذج بوعود المحرضين باخراجه من القضية مثل الشعرة من العجين .. كما أنه لم يقر ما جاء بمحضر التحريات عن الواقعة الذي اعده رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن قنا بأن الدوافع وراء الحادث تأثره باغتصاب مسيحي طفلة مسلمة وتداول صور لفتيات مسلمات في أوضاع مخلة وخادشة للحياء علي الهواتف المحمولة .. حيث قال في تحقيقات النيابية إنه « زعل وخلاص» مما حدث ...
يؤكد اطمئان «الكموني» للإفراج عنه قيامه بعقد حفل خطوبته لإحدي الفتيات في اليوم السابق علي ارتكاب الجريمة ، وتحديده موعد الزواج يوم «السبت» بعد الحادث بثلاثة أيام .. أما وقد ضاعت وعود المحرضين فليس أمامه سوي الاعتراف وكشف المتورطين في المساعدة أو التخطيط أو التمويل ...
قيادات قبطية من موقع الاحداث أكدت لـ «الأهالي» وجود «محرضين» بلا شك وراء «الكموني» الذي لا يمكن ابدا ارتكابه للجريمة بدوافع شخصية .. لأنه ببساطة ليست لديه اي ميول دينية .. فهو مسجل خطر وبلطجي مأجور يفرض الاتاوات وينفذ الاعتداءات الاجرامية لمن يدفع الثمن .. حتي إن اللواء حامد راشد مساعد وزير الداخلية رفض أمام اجتماع لجنة الشئون العربية والأمن القومي بمجلس الشوري الربط بين جريمة نجع حمادي وحادث اغتصاب الطفلة بفرشوط مطالبا بانتظار نتائج التحقيقات .. الأمر الذي يعني أن شخصية بمواصفات «الكموني» لا يمكن ابدا أن تتأثر بواقعة اغتصاب ، مما يرجح وجود «محرضين» لديهم الأسباب والدوافع للتحريض علي ارتكاب الجريمة .. كما أن بيان المجلس القومي لحقوق الإنسان تساءل بتعجب عن الدوافع والأسباب التي تدفع أفرادا بلطجيين غير منضمين لجماعات أو منظمات عقائدية لارتكاب هذا الحادث البشع ...
إذن لا مفر ولا مجال للشك في وجود «محرضين» وإن كان «الكموني» لم يكشف اسماءهم حتي الآن ...
«الأهالي» قامت بجولة في موقع الاحداث لاستقصاء المعلومات من مصادر متعددة ذات صلة بالحادث وطبيعة الأحداث والصراعات والخفايا في هذه المنطقة من صعيد مصر...
اتهامات طائشة
الاتهامات التي اندفع الانبا كيرلس اسقف نجع حمادي لتوجيهها لقيادات حزبية وأمنية وتنفيذية في قلبها تصريح أو تلميح باتهام «عبد الرحيم الغول» بالتحريض لا ترقي أن تكون دليلا ضد أحد ولا يعول عليها لعدة أسباب :فقد جاءت هذه الاتهامات في اعقاب الصدمة واصابة الاسقف بحالة من الهلع والفزع ، ونيافته بحسب المقربين منه انفعالي مندفع يتأثر بشدة ويستجيب بسرعة لرغباته في الانتقام بسهولة من خصومه .. لذلك لم يكن غريبا علي من يعرفونه أن يتراجع بسرعة عن تصريحاته الصحفية بالاتهامات بتصريحات أخري تليفزيونية أثارت غضب وسخط الأقباط ينفي فيها الاتهامات جملة وتفصيلا ، وكأن شيئا لم يكن .. لدرجة تحوله للهجوم علي أحد الكهنة واتهامه بالكذب وبأنه لا يعرف شيئا في أحد المداخلات التليفزيونية لمجرد أن الكاهن كان يردد ما سبق أن صرح به الاسقف ذات نفسه .. فماذا حدث؟!! لا شيء سوي سؤال وجهه اللواء عدلي فايد مساعد وزير الداخلية للأسقف في لقاء حضرته قيادات الأمن وقيادات كنسية .. السؤال الذي كان يحمل عتابا يستفسر فيه مدير الأمن العام عما قاله الأسقف من أنه أبلغ أجهزة الأمن قبل الحادث باستهداف الأقباط وتدبير اعتداءات عليهم ليلة عيد الميلاد ، بل وحدد في بلاغه شخصية الجاني ، أضاف اللواء عدلي فايد أن القيادة السياسية قبل القيادات الأمنية طلبت التحقيق في الأمر ومعرفة مدي صحة الاتهامات لاتخاذ الإجراءات المناسبة .. شعر الأسقف بالحرج ، وقال إنه لم يدل بهذه التصريحات ، وأنه ابلغ أجهزة الأمن بالحادث بعد وقوعه .. فأسرع اللواء فايد ليطلب التصحيح ، وسهلت الاتصالات الأمنية التواصل مع عدة برامج تليفزيونية فضائية علي الفور.. ليجد الأسقف نفسه في مداخلات علي الهواء مباشرة مع العاشرة مساء و90 دقيقة والقاهرة اليوم ، ينفي ما سبق أن صرح به ويبرئ أحيانا الأجهزة والقيادات التي سبق أن اتهمها بالتقصير والتدبير للمذبحة ...
كذلك أسرع الانبا كيرلس بالتلميح إلي تورط عبد الرحيم الغول في التحريض علي ارتكاب المذبحة بسبب الخصومة المستمرة مع «الغول» فانتهز الفرصة لتصفية الحسابات .. وعلي الرغم من التعامل الفظ للغول مع الاسقف ، وما يثيره الغول دائما من مشاكل ومشاكسات مع الأقباط والاعتداءات عليهم مثلما حدث عقب فوزه في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة فإنه يحرص علي أن يبدو في صورة لائقة أمام جموع الأقباط ...
لقد ذهب «الغول» لتقديم التهنئة للأقباط ليلة عيد الميلاد - يوم ارتكاب المذبحة- بكنيسة ماري يوحنا بنجع حمادي حيث كان الانبا كيرلس يرأس الصلاة .. عند وصول الغول للتهنئة كان الأسقف مشغولا بأداء الطقوس الدينية داخل «الهيكل» لأن قداس الميلاد بدأ مبكرا علي غير المعتاد، لذلك لم يره الاسقف .. حسب مصادر بمطرانية نجع حمادي فقد حضرت للتهنئة بعض القيادات الشعبية والتنفيذية ، واتصل رئيس مركز ومدينة نجع حمادي للحضور، فأبلغوه بقرب انتهاء الصلاة لأن تعليمات الأسقف انهاء الصلاة في العاشرة مساء .. لم يهتم أحد بإبلاغ الاسقف بحضور الغول وعدد من القيادات ، لذلك تسرع ايضا بالقول بعدم حضور أحد للتهنئة .. أما تعليمات الانتهاء من الصلاة مبكرا لاحساس الاسقف بأن الاجواء متوترة والاحتقان سائد ...
فاتورة اللعب بالسياسة
رغبة «الغول» في الاستحواذ علي أصوات الاقباط الانتخابية بدائرة نجع حمادي وفرشوط ، ووقوف الاسقف حائلا لحرمانه من هذه الأصوات البالغة حوالي 18 ألف صوت والتي ترجع كفة المرشحين للفوز بالمقعد .. أدي إلي تأجج الخلافات بين الغول والاسقف .. في الانتخابات السابقة عام 2005 لم يرشح الحزب الوطني الغول ، وتقدم بمرشح آخر.. في الغالب تترك الكنيسة بصفة عامة للاقباط حرية اختيار المرشح ولا تتدخل في توجيه الصوت الانتخابي .. أحيانا تنحاز بعض الكنائس لمرشح الحكومة (مرشح الحزب الوطني) وهو الموقف التقليدي السائد .. وتطلب التصويت لمرشح الحكومة دون تهديد أو تحذير لمن يرغب في اعطاء صوته لمرشح آخر.. غير أن الانبا كيرلس في خضم خلافاته وصراعاته مع الغول هدد من ينتخبه بالحرمان من الكنيسة .. تصعيد الخلافات مع «الغول» كان بإيعاز وتأييد ومباركة ولارضاء محافظ قنا السابق عادل لبيب الذي يرغب في اقصاء الغول عن مقعده البرلماني لرفضه سلوك وطريقة واسلوب الغول مما أدي للتصادم المبكر بينهما .. لقد استغل عادل لبيب رجل مباحث أمن الدولة السابق بدهاء «الأسقف» لمحاولة اقصاء «الغول» وتحجيمه .. فجميع طلبات الاسقف لترميم وبناء الكنائس تتم الاستجابة لها والتجاوب معها من جانب المحافظ عادل لبيب .. غير أن رجل الدين (الاسقف) لم يفطن لقواعد اللعبة واندفع في خصومته مع «الغول» الي اقصي درجة دون ترك الباب مواربا الأمر الذي دفع ثمنه أقباط نجع حمادي سواء في المذبحة الأخيرة ، أو بعد نجاح الغول في الانتخابات الأخيرة بالاعتداءات علي الأقباط ونهب وتدمير ممتلكاتهم وسياراتهم .. فحتي لو لم يكن «الغول» متورطا في التحريض علي ارتكاب المذبحة الأخيرة ، فإن التحريض علي ارتكاب الحادث البشع يأتي في إطار الصراع علي الأصوات الانتخابية للأقباط ومحاولات الوقيعة بين جموع الاقباط والغول بتدبير الحادث استغلالا لسوء العلاقات بين الأقباط والغول لتتجه اصابع الاتهام مباشرة للغول ، ويستولي طرف آخر يرغب في خوض الانتخابات علي اصوات الأقباط ...
فقد تبين أن أحد اصحاب السلطة والنفوذ ويشغل موقعا أمنيا يرغب في خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة أواخر هذا العام ، وقد شوهد في موقع الحادث قبل ارتكابه بدقائق .. واتصل بالمطرانية بعد وقوع المذبحة واطلاق الرصاص يستفسر عما حدث رغم أن صوت الرصاص كان مسموعا .. كما أنه هو الذي قام بتسليم «الكموني» بعد أن لجأ إليه للاختباء .. بناء علي اتصالات أمنية بعد تحديد مكان المتهم .. وأخيرا فإن «الكموني» يعمل في خدمة وحراسة أعمال هذه الشخصية براتب حوالي 3 آلاف جنيه شهريا ...
نصائح أمنية
لقد نصح مدير مباحث أمن الدولة الانبا كيرلس في اللقاء الذي تم معه بعد المذبحة بأقل من 24 ساعة، بمحاولة تهدئة الأوضاع وتخفيف حدة خلافاته وقال له : « مش ممكن ابدا أن تكون في عداء وخصومة مع الأمن والأجهزة التنفيذية والشعبية واعضاء البرلمان » .. مؤكدا له ضرورة تحسين العلاقة مع محافظ قنا اللواء مجدي ايوب ، مشيرا إلي أن المحافظ ليست بيده قرارات ترميم وتوسيع وبناء الكنائس .. بل تخضع هذه القرارات لاطراف متعددة .. وتحدث مدير مباحث أمن الدولة عن استعداد جهاز أمن الدولة لتلبية جميع الطلبات بعد أن أعرب له الاسقف عن مخاوفه من حدوث اعتداءات علي الاقباط بعد صلاة الجمعة التالية للمذبحة .. قبل لقاء رئيس مباحث أمن الدولة يوم «الخميس» التقي الاسقف مع البابا وقدم له تقريرا شفهيا للاحداث ، وكلف البابا الانبا بيمن اسقف نقادة بملازمة الانبا كيرلس والبقاء معه بشكل دائم لحين تخطي الأزمة ...
قـــــنا : الأنبا «بيمن» أسقف قوص ونفادة لـ«الأهالى ": الأسباب متراكمة منذ أوائل السبعينيات!
عوض الله الصعيدي
في مقابلة خاصة مع «الأهالي» ونيافة الأنبا «بيمن» أسقف نفادة وقوص بمطرانية نجمع حمادي قال : هل كان مطلوبا حدوث مثل هذه الكارثة لكي نري كل هذا الحضور إلينا؟! نحن لا نريد أن نكون مثل «القشة» التي تحرق وتنتهي في وقتها الأسباب متراكمة منذ أوائل السبعينيات وهي واضحة ، مشيرا إلي حادثتي «الخانكة والزاوية الحمراء» .. وأضاف : عام1972 كتب «جمال العطيفي» وكيل مجلس الشعب آنذاك تقريرا عن أحداث طائفية في مصر، لم يقرأه مسئول واحد ، ولم يقم أحد بتنفيذ توصياته ، ولم يؤخذ بعين الاعتبار...
وعن ظاهرة «الاحتقان» قال : حالة الاحتقان والطائفية اعترف بهما رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشعب وأعلن كل منهما ذلك بعد حادث الإسكندرية!! بعدها تم عمل تقرير لجنة تقصي الحقائق ، ولكن لم يعرض ولا نعلم عنه شيئا حتي الآن! بعدها بدأت ثقافة العنف تنتشر في الشارع المصري ، وذلك بسبب عدم قبول «الآخر» مهما كان متفقا أو مختلفا في أمور الدين! وساعد في ذلك حالة الخطاب الديني «المتطرف» مؤكدا علي أن الأجهزة الرسمية في الدولة تستخدم الإعلام الرسمي والذي تسبب في استعلاء طرف «المسلمين» وإحساس آخر بالدونية «الأقباط» لأنه لم يأخذ نفس الفرصة وليس له حق الرد!! علما بأن المساهمين المؤثرين في تمويل أجهزة الإعلام الرسمي في الدولة هم من الأقباط!! .. بناء علي تصريحات رسمية فنحن نملك 30% من رأس المال المصري ، فإذا كنا ندفع ضرائب تمثل 30% من تمويل مشروعات الدولة ، فهل نأخذ نصيبنا في التعيينات في كل أجهزة الدولة بنسبة التمويل الذي نمثله أو الضرائب التي نقوم بدفعها؟! ...
وعن الحلول المطلوبة قال « بيمن » : لابد من تفعيل المبدأ الأول في الدستور وهو المواطنة وإصدار تشريعات تطبق هذا المبدأ إلي أرض الواقع .. وإصدار قانون بناء دور العبادة الموحد والمسكوت عنه منذ سنوات في انتظار موافقة مجلس الشعب عليه! .. وأكد «بيمن» علي ضرورة إصلاح وتغيير منظومة التعليم في مصر بداية من رياض الأطفال وحتي المرحلة الجامعية ، ويتساءل :
لماذا يدخل أطفال الحضانات الخاصة بالمسيحيين ولا يسمح بدخول أطفالنا حضانات المسلمين؟! وهل يعقل أن يتم امتحان طالب في اثبات أن دينه علي غير الحق؟! مشيرا إلي وجود « مذكرات » للطلبة الجامعيين تتناقض مع عقيدتهم؟! .. فلابد من تنقية المناهج التعليمية من تفضيل دين علي دين! إضافة لإعادة النظر في الخطاب الديني .. وأكد علي أن تكون العقوبة وجوبية في القضايا الخطرة وذلك بتنفيذ القانون علي الجميع ...
مفاجأة في تحقيقات النيابة :عدم إثبات وتسجيل كل أقوال گيرلس أمام المحامي العام بقنا
سامي فهمي
قد يكون للأنبا كيرلس بعض الحق في رفضه مؤتمرات الصلح وقعدات المصاطب التي يري أنها تهدر حقوق الضحايا وأسرهم ولا تؤدي لتقارب حقيقي بقدر ما تهدف لإسقاط الحقوق، لكن قد يكون جانبه الصواب في رفضه التعويضات التي استطاع اللواء مجدي أيوب محافظ قنا الحصول عليها لتعويض الأقباط الذين تعرضت محالهم وسياراتهم وممتلكاتهم للتحطيم في اعتداءات سابقة وآخرها أحداث العنف والتدمير بفرشوط بعد حادث اغتصاب الفتاة المسلمة ...
لقد تمكن محافظ قنا من الحصول علي موافقة رئيس الوزراء علي صرف تعويضات مالية لأسر الضحايا والمصابين والمتضريين من تحطيم الممتلكات ، في حين أن محافظ أسيوط لا يتحمس لمسألة صرف تعويضات ، ومحافظ المنيا غير مقتنع بتدخل الدولة وصرف تعويضات مالية من الخزينة للتعويض عن أعمال التخريب والشغب ، ورغم ذلك فإن أسقف نجع حمادي يرفض التعويضات لقلة قيمتها ولا تتناسب مع حجم التلفيات ، الأنبا كيرلس رجل يبدو عليه الهدوء والطيبة يتولي المسئولية عن مطرانية نجع حمادي وفرشوط منذ 33 عاما ، يتحدث بالعقل والمنطق لكنه أحيانا ينفلت ويتخذ مواقف انفعالية ثم يعود ويتراجع عنها ...
في الحادث الأخير اندفع عقب المذبحة يوجه سهام اتهاماته لكل الأجهزة ، ثم عاد بسرعة ليتراجع وينفي غالبية ما صرح به ويبدل موقفه مما أثار غضب وسخط الأقباط بل استياء المتابعين بالنظر لاتهاماته باعتبارها تصعيدا غير مبرر لا يستند لأساس أو حقائق واقعة ...
واجهت الأنبا كيرلس بصراحة بما يقال .. رد قائلا :
«إذا كان تراجعي سيؤدي لتهدئة الأوضاع واحتواء الموقف فليست عندي مشكلة في التراجع ، خاصة إذا كنت قد تسرعت بعض الشيء في توجيه الاتهامات لبشاعة الحادث»، أما عن غضب الأقباط .. يضيف الأسقف .. وتوجيه الانتقادات لا أهتم كثيرا بذلك « وخليني أنا الضعيف»، كما تسببت النائبة ابتسام حبيب عضو لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب في زيادة امتعاض الأقباط تجاه الأسقف ، عندما قالت إن الأسقف أبلغها استعداده لتسليم المتهم المسيحي في حادث اغتصاب الفتاة المسلمة بفرشوط إلي أهالي البلدة المحتجين في حال عدم الحكم عليه بعقوبة رادعة ، مما يعني أنه لا يرضي بحكم القانون ويسلم أبناءه الأقباط للقصاص منهم بعيدا عن القانون ...
رد الأسقف : لم أقل هذا الكلام للنائبة .. لقد طلب مني أهالي البلدة «الشقيفي مركز فرشوط» تسليم المتهم بالاغتصاب ، فقلت لهم إنه مقبوض عليه وتجري محاكمته ولو لم ينل جزاؤه علي ما اقترفه ابقوا اتصرفوا معاه كما تريدون ، وحول ما أثاره بعض أعضاء لجنة تقصي الحقائق بمجلس الشعب من عدم التمكن من عقد لقاء منفرد مع الأسقف ، قال الأنباء كيرلس :
« لقد طلبت من المستشار إدوارد غالب وكان يجلس بجواري ، عقد لقاء منفرد ، وبعد حوارات ومناقشات عامة ومفتوحة مع أعضاء اللجنة ، فوجئت بالمستشار غالب يكتفي بهذا وينهي اللقاء متجاهلا طلبي باللقاء المنفرد» ، يعتقد الأسقف أنه يدافع بصلابة عن حقوق الأقباط ، ولا يتردد في الذهاب لأي جهة أو مكان لحماية الأقباط والحفاظ علي حقوقهم ، لقد طلب الإدلاء بأقواله في تحقيقات النيابة في الحادث الأخير، وذهب للمحامي العام لنيابات قنا ليدلي بأقواله علي مدي 5 ساعات ، وكشف الأسقف في لقاء «الأهالي» معه عن عدم تسجيل كل أقواله أمام النيابة في محضر إثبات الأقوال ...
فقد طلب من المحامي العام عدم تسجيل أجزاء معينة من أقواله التي فيما يبدو تتعلق بمعلومات حول شخصية من قام بالتحريض علي ارتكاب الجريمة بالترتيب والتخطيط والتمويل ، وربما يكون قد حدد الدوافع والأسباب وراء المذبحة الدموية، لقد رغب فقط في إتاحة قدر من المعلومات أمام المحققين لتسهيل الوصول لشخصية من قام بالتحريض بتكثيف التحريات والتحقيقات في الاتجاهات التي حددها لإظهار الحقيقة بإثباتات دامغة ، لقد حذر إحدي القيادات الكنسية أجهزة الأمن من محاولة قتل المتهمين خلال عملية ترحيلهم إلي سجن أسيوط العمومي ، مما دفع مدير أمن قنا للصعود لعربة الترحيلات وتفتيشها بنفسه وبدقة خوفا من وجود متفجرات داخلها ، مما يعكس قناعته بتورط شخصيات ذات ثقل في تدبير الحادث واحتمال تحركهم للقضاء علي المتهمين ، خوفا من اعترافهم بأسماء المحرضين ...
القصة الحقيقية للقبض علي المتهم الرئيسي في أقل من 24 ساعة
إلقاء القبض علي المتهم الرئيسي في مذبحة نجع حمادي قبل مرور 24 ساعة علي ارتكاب الجريمة أثار العديد من التساؤلات والعجب حول القدرة الفائقة لأجهزة الأمن علي ضبط مجرم محترف في زمن قياسي ، في ذات الوقت الذي فشلت فيه في منعه من الاستمرار في القتل العشوائي بثلاثة أماكن في قلب مدينة نجع حمادي!! ...
تكشفت الحقائق وتبين أن أجهزة الأمن لم تبذل أي مجهودات لمعرفة المتهم والقبض عليه بل إن تحركاتهم لم تأت بناء علي تحريات أوبحث وتقصي وإنما بمعلومات جاءت بسرعة من أصحاب الكارثة ، فقد اتصل تليفونيا الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي بعد وقوع المذبحة بدقائق باللواء محمود جوهر مدير أمن قنا وأبلغه بقيام «الكموني» بإطلاق الرصاص عشوائيا بالقرب من المطرانية ، بعد أن شاهده بعض الأقباط ورؤية الأسقف نفسه لسيارة المتهم تمر بسرعة بجوار المطرانية عندما خرج لاستطلاع الأمر، بعد عدة ساعات حضر للمطرانية أحد الأفراد من إحدي العائلات الكبيرة « مسلم » وأبلغ الأسقف بمكان اختباء «الكموني» .. عاد الأسقف بسرعة لإبلاغ أجهزة الأمن بموقع اختباء المجرم ...
تبين ذهاب «الكموني» بعد المذبحة مباشرة إلي «القصر» الذي يقيم به أحد أصحاب السلطة والنفوذ ويشغل موقعا أمنيا وله تعاملات وأنشطة تجارية متعددة ، يقع القصر بجزيرة في قلب النيل بنجع حمادي ، تحكي عنه أساطير ولا يستطيع أحد الوصول إليه إلا بإذن مسبق وموافقة صاحب القصر والنفوذ الواسع ، وتم فيه تصوير مسلسل «حدائق الشيطان» ، لذلك اتصلت أجهزة الأمن بصاحب السلطة والنفوذ لإبلاغه بهروب «الكموني» للاختباء عنده بالقصر بعد ارتكابه المذبحة ، فأسرع « سيد القصر» سيادة اللواء بتسليم المتهم ، مكان اختباء المتهم أثار العديد من التساؤلات حول شخصية المحرض ودوافعه ، خاصة أن « سيد القصر» يستعد لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة ...