سلام المسيح معكم ومرحبا بكم فى مدونة الحب الإلهى وهى تحتوى على موضوعات شبابية ولاهوتيه وعقائدية وطقسية وروحية وتهتم ايضا بالخدمات الكنسية وموضوعات أخرى كثيرة

الجمعة، 9 مارس 2012

البابا كيرلس فى العراق


هاتفنى سائلا إن كنا نحتفل بعيد نياحة البابا كيرلس فى التاسع من مارس ، فأخبرته بميعاد إجتماعنا ليلة العيد بالكنيسة لصلاة تمجيد للقديس وزفة أيقونته ، وكلمة تعزية نستمع إليها فى ذكراه ، كانت لكنته عراقية فسألته وعرفت منه أنه مهاجر جديد إلى مدينة فانكوفر قادما من العراق هو وأسرته بعد أن كان يعمل أستاذا بجامعة بغداد

دخلت إلى مبنى الكنيسة وفوجئت بإزدحام موقف السيارات على إتساعه ، وما دخلت إلى صحن الكنيسة حتى وجدتها تكتظ بجموع العراقيين الذين أراهم للمرة الأولى ، عائلات بكاملها لفت إنتباهى أن بعضا من سيداتها ينادين على أطفالهن وقد تسموا بإسم " كيرلس" ، وما أن إنتهت الصلاة والعظة حتى إستأذن من حادثنى هاتفيا بعد أن عرفنى بنفسه ، أن يقوم بتوزيع الحلوى و (الكيك) على الحاضرين ، فأشرت إلي قاعة الكنيسة التى إكتظت بجموعهم يحتفلون فى بشر وسعادة بمناسبة يبدو أنها ذات ذكرى طيبة لديهم ، الحق أن ما يحدث فى كنيستى ، أمام عينى ، لأمر يثير الدهشة !! ، فكان على أن أسأل هذا الأستاذ الجامعى الوقور : ما قصتكم مع البابا كيرلس ؟

قصة ؟ ، بل قل قصص يا أبونا ، ولكن دعنى أحكى لك البداية ، هكذا رد الرجل بلهجته العراقيه الحلوة ، ثم راح يحكى : .... تذكر ايام الحرب العراقية الإيرانية التى إستمرت ثمانية أعوام ، وتذكر كيف جند صدام حسين أولادنا لهذه الحرب غير متقيد بعمر فجند أولادنا على صغر أعمارهم ، وكان نصيبى فى هذه الكارثة ولدى الصغيرين ، جندا وإنقطعت أخبارهما لسنوات طالت وطال معها حزننا أنا وزوجتى ، وإرتفع عويلها وما إنقطع بكاؤها أبدا ، وما كانت كلمات الأصدقاء ومحاولتهم تشجيعنا ومواساتنا لتعزينا أبدا ، بل لقد كرهنا لقاء الناس فإنعزلنا وإكتأبنا ، وكتمنا أحزاننا داخل صدرينا

نامت زوجتى ليلة طال نهارها بكاءا وحزنا ، فرأت فى رؤيا الليل شيخا نورانيا وقورا يتشح بالبياض فى زى مرصع بالمذهب والمفضض وكأنها ملابس الكهنة فى الخدمة ، كان وجهه باسما يسألها عن سر بكائها ، ولما أجابته قال لها : ( أبدا ، هما بخير ، وسيعود الأكبر فى اليوم الفلانى الساعة الفلانية ، وبعدها إحسبى عشرة أيام وخمس ساعات ، وستجدى الثانى يطرق باب بيتكم ) ، سألته السيدة وكيف يحدد بهذه الدقة ، ومن هو ، أجابها : ( أنا كيرلس بتاع الأقباط ) !!ه

قصت زوجتى رؤيتها لى فى الصباح ، هكذا أكمل محدثى قصته قائلا : فلم أكترث إذ حسبتها خرافات أحلام لأم قتلها الحزن على ولديها ، فتنهدت فى قلبى رابتا على كتفها مواسيا ، ونسيت الأمر ، ولكنها لم تنساه فكانت تعد الأيام كما حددها القديس فى الرؤيا حتى كانت المفاجئة المذهلة المفرحة بقدوم ولدى الأكبر ، وبعدها بعشرة أيام وخمس ساعات كانت طرقات على باب منزلنا تعلن قدوم ولدى الثانى !!! ه

سألت الدكتور الجامعى : وهل كنتم تعرفون البابا كيرلس قبلا ؟ ... أجاب : ( بل ولم نكن نسمع عن الأقباط قبلا ، ولكننا الآن نحسب أنفسنا أقباطا ، ونفتخر أن ننتمى إليكم ، فالبابا كيرلس هو بابانا أيضا ) ، قال هذا وراح يشير إلى بعض من أصدقائه الحاضرين طالبا منى أن أستمع إلى قصص أخرى حدثت معهم ، ولماذا يسمون أطفالهم على إسم البابا وشفيعه مارمينا ....

حدث هذا فى ليلة التاسع من مارس 1999 ، ومن ليلتها وكنيستنا بفانكوفر تستقبل أعدادا من العراقيين محبى البابا كيرلس ، وكم من طفل عراقى إسمه ( كيرلس ) يحضر مدارس الأحد بكنيستنا ، حتى عمدت حفيد الأستاذ الجامعى هذا العام ، وإسمه كيرلس

كل سنه والكنيسة بخير وفرح وسلام بصلوات البابا كيرلس
قدس ابينا الموقر ابونا بيسنتى جرجس
كنيسة الشهيد مارجرجس - فانكوفر - كندا