من هو المسيح ؟ هل هو مجرد إنسان ولد وعاش وأخيراً قد مات ؟ أم معلم قدّم تعاليم جديدة ؟ أم هو نبي حمل رسالة ونفّذ مهمة إلهية؟
ذات يوم رأى سكان أورشليم موكباً كبيراً، فريداً، قادماً نحو المدينة، جماعة من الناس يسيرون في زحام شديد، والأغصان التي بأيديهم يلقونها تحت أقـدام راكبالأتان، ويعلو بالمدينة صوتهم المدوى، ويتردد صداه بين الجبال، وهم يصرخون قائلين: " أوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي! "
ومازال يكثر الذين يصيحون ويعترفون بالسيد لمسيح ويجلجل صوتهم في العالم : مبارك الآتي باسم الرب أوصنّا في الأعاليويذكر الكتاب المقدس إن المسيح عندما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة " من هذا ؟ " (مت10:21)، وما تزال المدن حتى اليوم ترتج.. والعقول ترتج.. العالم كله يرتج ويقول: من هو هذا؟
وحين بدأ المسيح خدمته على الأرض، التفَّت حوله جماهير وصارت تتبعه في كل مكان، وأحدث ذلك هزة، أخافت رؤساء الكهنة والكتبة والقادة، ولما وصلت أخباره إلى هيرودس الملك ارتاب وتعجب، إذ ظن أن المسيح هو يوحنا المعمدان !! ولهذا سأل في فزع وقلق" يوحنا أنا قطعت رأسه! "
من هو هذا الكائن الفريد الذى لم يرد في التاريخ من يشبهه؟! قد تقول: نبى أو إنسان ولد وعاش ومات؟ لكن ولادته الجسدية كانت فريدة، فلم نسمع عن ميلاد إنسان بدون زرع رجل!! أو عذراء تلد بدون زواج وبعد أن ولدت ظلت عذراء كما هى!!
ولولا أن إشعياء النبي تنبأ عن ميلاده العجيب قائلاً: " يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ " (إش7: 14)، فما كان ممكناً لإنسان أن يصدقه!!
أما حياته فكانت كاملة فقد عاش كل أيامه بلا خطية! وقد قال مرة لليهود: " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (يو8: 46).
وكانت أعماله تدعو إلى العجب " وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقا ًفَقَطْ فَقَالَ لَهَا: لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا و"!
وصنع معجزات خارقة فوق قدرة البشر! وها معجزة إقامة لعازر من الموت بعد أن أنتن أمامنا!
كما شفى المرضى وجعل العرج يمشون، والصم يسمعون، والعمى يبصرون، والخرس يتكلمون، والمفلوجين يتحركون..
حتى الطبيعة كانت تخشاه وتطيعه، فكان ينتهر الريح ويأمر البحر فيهدأ...
وغفر الخطايا التى لا يغفرها إلا الله " وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: ثِقْ يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ " (مت9: 2).
وفى بيت سمعان الفريسى قال للمرأة الخاطئة: " مغفورة لك خطاياك " (لو47:7).
وقد هزم الموت عندما أقام أمواتاً من الموت وأعادهم إلى الحياة فقد أقام: ابن أرملة نايين (لو7:11- 17) وإبنة يايرس (مت9: 8- 26) ولعازر (يو11: 1- 44).
وأخيراً استطاع بقوة لاهوته أن يقوم من بين الأموات منتصراً على الموت وهازماً سلطانه. ولم يقم فقط بل وصعد إلى السماء ليجلس عن يمين أبيه.
إنه معلم قدّم تعاليم جديدة تُلهب الروح حرارة، والجسد طهارة والفكر سمواً..
وفى تعاليمه لم ينقض الناموس بل أكمله (مت5: 17).
لقد علم بسلطان وتكلم بقوة (مت7: 29) ولم تكن تعاليمه كتعاليم الكتبة والفريسيين الحرفية، وأقواله كانت ذات سلطان حتى " بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ " (مت7:28، 29).
ونبي حمل رسالة سماوية، وتكلم الله به فهو كلمة الله " وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّ " (يو1:1- 14).
وقد لُقب بألقاب كثيرة منها ما يشير إلى لاهوته ومنها ما هو يشير إلى ناسوته، من بين هذه الألقاب الكثيرة:
الناصري " وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً " (مت2: 23).
والمسيح " يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ " ( مت1: 16).
وابن الإنسان " وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ " (يو13:3).
وابن الله " وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ " (يو6: 69).
ذات يوماً سأل المسيح تلاميذه من يقولالناس إنى أنا ابن الإنسان فقالوا: " قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاوبعدما سمع يسوع إجابة تلاميذه وجّه إليهم سؤالاً مباشراً" وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّأما توما فقال مرة " رَبِّي وَإِلَهي" (يو20: 28).
ومرثا قالت: " أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ" (يو11: 27)، والخصى الحبشي " أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ " (أع 8: 37).
وبيلاطس البنطى وهو من أعداؤه والبعيدون عنه: " قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ" (لو23: 14) وقائد المئة " بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً "(لو23: 47)" واللص اليمين على عود الصليب قال " أُذكرنى يارب متى جئت في ملكوتك " (لو23: 42).
أما المسيح فقال عن نفسه " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي " أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11) " أنَا وَالآبُ وَاحِدٌقد دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ ".
آيات كثيرة قالها السيد المسيح وأعمال عملها كلها تُعلن لنا من هو!!
ويعد حُبه أعظم أعماله " لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " (يو3).
وهو أيضاُ يخلصك، لأنه من أجلك جاء، ولخلاصك قد نزل من السماء أتذكرون قول الملاك للرعاة يوم ميلاده " هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ "(لوقا2: 11).
كما أنه يبقى معك ومع الجميع " هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الذى تفسيره اللهُ مَعَنَا هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر " ِ
من كتاب لقدس ابونا الراهب القمص كاراس المحرقى
ذات يوم رأى سكان أورشليم موكباً كبيراً، فريداً، قادماً نحو المدينة، جماعة من الناس يسيرون في زحام شديد، والأغصان التي بأيديهم يلقونها تحت أقـدام راكبالأتان، ويعلو بالمدينة صوتهم المدوى، ويتردد صداه بين الجبال، وهم يصرخون قائلين: " أوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي! "
ومازال يكثر الذين يصيحون ويعترفون بالسيد لمسيح ويجلجل صوتهم في العالم : مبارك الآتي باسم الرب أوصنّا في الأعاليويذكر الكتاب المقدس إن المسيح عندما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة " من هذا ؟ " (مت10:21)، وما تزال المدن حتى اليوم ترتج.. والعقول ترتج.. العالم كله يرتج ويقول: من هو هذا؟
وحين بدأ المسيح خدمته على الأرض، التفَّت حوله جماهير وصارت تتبعه في كل مكان، وأحدث ذلك هزة، أخافت رؤساء الكهنة والكتبة والقادة، ولما وصلت أخباره إلى هيرودس الملك ارتاب وتعجب، إذ ظن أن المسيح هو يوحنا المعمدان !! ولهذا سأل في فزع وقلق" يوحنا أنا قطعت رأسه! "
من هو هذا الكائن الفريد الذى لم يرد في التاريخ من يشبهه؟! قد تقول: نبى أو إنسان ولد وعاش ومات؟ لكن ولادته الجسدية كانت فريدة، فلم نسمع عن ميلاد إنسان بدون زرع رجل!! أو عذراء تلد بدون زواج وبعد أن ولدت ظلت عذراء كما هى!!
ولولا أن إشعياء النبي تنبأ عن ميلاده العجيب قائلاً: " يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ " (إش7: 14)، فما كان ممكناً لإنسان أن يصدقه!!
أما حياته فكانت كاملة فقد عاش كل أيامه بلا خطية! وقد قال مرة لليهود: " مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ " (يو8: 46).
وكانت أعماله تدعو إلى العجب " وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقا ًفَقَطْ فَقَالَ لَهَا: لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا و"!
وصنع معجزات خارقة فوق قدرة البشر! وها معجزة إقامة لعازر من الموت بعد أن أنتن أمامنا!
كما شفى المرضى وجعل العرج يمشون، والصم يسمعون، والعمى يبصرون، والخرس يتكلمون، والمفلوجين يتحركون..
حتى الطبيعة كانت تخشاه وتطيعه، فكان ينتهر الريح ويأمر البحر فيهدأ...
وغفر الخطايا التى لا يغفرها إلا الله " وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: ثِقْ يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ " (مت9: 2).
وفى بيت سمعان الفريسى قال للمرأة الخاطئة: " مغفورة لك خطاياك " (لو47:7).
وقد هزم الموت عندما أقام أمواتاً من الموت وأعادهم إلى الحياة فقد أقام: ابن أرملة نايين (لو7:11- 17) وإبنة يايرس (مت9: 8- 26) ولعازر (يو11: 1- 44).
وأخيراً استطاع بقوة لاهوته أن يقوم من بين الأموات منتصراً على الموت وهازماً سلطانه. ولم يقم فقط بل وصعد إلى السماء ليجلس عن يمين أبيه.
إنه معلم قدّم تعاليم جديدة تُلهب الروح حرارة، والجسد طهارة والفكر سمواً..
وفى تعاليمه لم ينقض الناموس بل أكمله (مت5: 17).
لقد علم بسلطان وتكلم بقوة (مت7: 29) ولم تكن تعاليمه كتعاليم الكتبة والفريسيين الحرفية، وأقواله كانت ذات سلطان حتى " بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ " (مت7:28، 29).
ونبي حمل رسالة سماوية، وتكلم الله به فهو كلمة الله " وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّ " (يو1:1- 14).
وقد لُقب بألقاب كثيرة منها ما يشير إلى لاهوته ومنها ما هو يشير إلى ناسوته، من بين هذه الألقاب الكثيرة:
الناصري " وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً " (مت2: 23).
والمسيح " يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ " ( مت1: 16).
وابن الإنسان " وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ " (يو13:3).
وابن الله " وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ " (يو6: 69).
ذات يوماً سأل المسيح تلاميذه من يقولالناس إنى أنا ابن الإنسان فقالوا: " قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاوبعدما سمع يسوع إجابة تلاميذه وجّه إليهم سؤالاً مباشراً" وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّأما توما فقال مرة " رَبِّي وَإِلَهي" (يو20: 28).
ومرثا قالت: " أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ" (يو11: 27)، والخصى الحبشي " أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ " (أع 8: 37).
وبيلاطس البنطى وهو من أعداؤه والبعيدون عنه: " قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ" (لو23: 14) وقائد المئة " بِالْحَقِيقَةِ كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ بَارّاً "(لو23: 47)" واللص اليمين على عود الصليب قال " أُذكرنى يارب متى جئت في ملكوتك " (لو23: 42).
أما المسيح فقال عن نفسه " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي " أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11) " أنَا وَالآبُ وَاحِدٌقد دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ ".
آيات كثيرة قالها السيد المسيح وأعمال عملها كلها تُعلن لنا من هو!!
ويعد حُبه أعظم أعماله " لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " (يو3).
وهو أيضاُ يخلصك، لأنه من أجلك جاء، ولخلاصك قد نزل من السماء أتذكرون قول الملاك للرعاة يوم ميلاده " هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ "(لوقا2: 11).
كما أنه يبقى معك ومع الجميع " هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الذى تفسيره اللهُ مَعَنَا هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر " ِ
من كتاب لقدس ابونا الراهب القمص كاراس المحرقى